فصل: فصل في فضل السورة الكريمة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم




.سورة الفجر:

.فصول مهمة تتعلق بالسورة الكريمة:

.فصل في فضل السورة الكريمة:

قال مجد الدين الفيروزابادي:
فضل السّورة:
فيه حديث أُبي المنكَر: «مَنْ قرأها في الليالى العشر غفر الله له، ومَنْ قرأها في سائر الأَيام كانت له نوراً يوم القيامة»، وحديث علي: «مَنْ قرأها أَعطاه الله ثواب المصلِّين، وله بكلّ آية قرأها ثوابُ الحامدين له على كلّ حال». اهـ.

.فصل في مقصود السورة الكريمة:

.قال البقاعي:

سورة الفجر مقصودها الاستدلال على آخر الغاشية الإياب والحساب، وأدل ما فيها على هذا المقصود الفجر بانفجار الصبح عن النهار الماضي بالأمس من غير فرق في شيء من الذات وانبعاث النيام من الموت الأصغر وهو النوم بالانتشار يفي ضياء النهار لطلب المعايش للمجازاة في الحساب بالثواب والعقاب. اهـ.

.قال مجد الدين الفيروزابادي:

.بصيرة في: {والفجر}:

السّورة مكِّيّة.
وآياتها ثلاثون في عدّ الشام، والكوفة، وتسع وعشرون في البصرة، واثنتان وثلاثون في الحجاز.
وكلماتها مائة وسبع وعشرون.
وحروفها خمسمائة وتسع وتسعون.
المختلف فيها أَربع:
{نعّمه}، {رزقه} {بجهنَّم}، {فِي عِبَادِي}.
فواصل آياتها:
(هاروت ندم).
سمّيت سورة الفجر، لمفتتحها.
السورة محكمة.

.معظم مقصود السّورة:

تشريف العِيد، وعرفة، وعشر المحرّم، والإِشارةُ إِلى هلاك عاد، وثمود، وأَضرابهم، وتفاوتُ حال الإِنسان في النعمة، وحرصه على جَمْع الدنيا، والمال الكثير، وبيان حال الأَرض في القيامة، ومجيء الملائكة، وتأَسّف الإِنان يومئذ على التقصير، والعصيان، وأَنَّ مرجع المؤمن عند لاموت إِلى الرّحمة، والرضوان، ونعيم الجنان، في قوله: {وَادْخُلِي جنتي}. اهـ.

.فصل في متشابهات السورة الكريمة:

قال مجد الدين الفيروزابادي:
متشابه سورة والفجر:
قوله تعالى: {فَأَمَّا الإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاَهُ رَبُّهُ} وبعده: {وَأَمَّآ إِذَا مَا ابْتَلاَهُ} لأَن التقدير في الثاني أيضًا: وأَما الإِنسان، فاكتفى بذكره في الأَول؛ والفاءُ لازم بعده؛ لأَن المعنى: مهما يكن من شيء فالإِنسان بهذه الصفة، لكن الفاء أُخِّر ليكون على لفظ الشرط والجزاءِ. اهـ.

.فصل في التعريف بالسورة الكريمة:

.قال ابن عاشور:

سورة الفجر:
لم يختلف في تسمية هذه السورة (سورةَ الفجر) بدون الواو في المصاحف والتفاسير وكتب السنة.
وهي مكية باتفاق سوى ما حكى ابن عطية عن أبي عَمْرو الداني أنه حكى عن بعض العلماء أنها مدنية.
وقد عُدّت العاشرة في عداد نزول السور. نزلت بعد سورة الليل وقبل سورة الضحى.
وعدد آيها اثنتان وثلاثون عند أهل العدد بالمدينة ومكة عدُّوا قوله: {ونعمه} (الفجر: 15) منتهى آية، وقوله: {رزقَه} (الفجر: 16) منتهى آية. ولم يعدها غيرهم منتهى آية، وهي ثلاثون عند أهل العدد بالكوفة والشام وعند أهل البصرة تسع وعشرون.
فأهل الشام عدُّوا {بجهنم} (الفجر: 23) منتهى آية. وأهل الكوفة عدَّوا {في عبادي} (الفجر: 29) منتهى آية.
أغراضها:
حوت من الأغراض ضربَ المثل لمشركي أهل مكة في إعْراضهم عن قبول رسالة ربهم بمثَل عاد وثمود وقوم فرعون.
وإنذارَهم بعذاب الآخرة.
وتثبيتَ النبي صلى الله عليه وسلم مع وعده باضمحلال أعدائه.
وإبطالَ غرور المشركين من أهل مكة إذ يحسبون أن ما هم فيه من النعيم علامة على أن الله أكرمهم وأن ما فيه المؤمنون من الخصاصة علامة على أن الله أهانهم.
وأنهم أضاعوا شكر الله على النعمة فلما يواسوا ببعضها الضعفاء وما زادتهم إلا حرصاً على التكثر منها.
وأنهم يندمون يوم القيامة على أن لم يقدِّموا لأنفسهم من الأعمال ما ينتفعون به يوم لا ينفع نفساً مالُها ولا ينفعها إلا إيمانُها وتصديقها بوعد ربها. وذلك ينفع المؤمنين بمصيرهم إلى الجنة. اهـ.

.قال سيد قطب:

سورة الفجر:
هذه السورة في عمومها حلقة من حلقات هذا الجزء في الهتاف بالقلب البشري إلى الإيمان والتقوى واليقظة والتدبر.. ولكنها تتضمن ألوانا شتى من الجولات والإيقاعات والظلال. ألوانا متنوعة تؤلف من تفرقها وتناسقها لحنا واحدا متعدد النغمات موحد الإيقاع!
في بعض مشاهدها جمال هادئ رفيق ندي السمات والإيقاعات، كهذا المطلع الندي بمشاهده الكونية الرقيقة، وبظل العبادة والصلاة في ثنايا تلك المشاهد.. {والفجر وليال عشر والشفع والوتر والليل إذا يسر}...
وفي بعض مشاهدها شد وقصف. سواء مناظرها أو موسيقاها كهذا المشهد العنيف المخيف: {كلا إذا دكت الأرض دكا دكا وجاء ربك والملك صفا صفا وجيء يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى يقول يا ليتني قدمت لحياتي فيومئذ لا يعذب عذابه أحد ولا يوثق وثاقه أحد}..
وفي بعض مشاهدها نداوة ورقة ورضى يفيض وطمأنينة. تتناسق فيها المناظر والأنغام، كهذا الختام: {يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي}..
وفيها إشارات سريعة لمصارع الغابرين المتجبرين، وإيقاعها بين بين. بين إيقاع القصص الرخي وإيقاع المصرع القوي: {ألم تر كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد وثمود الذين جابوا الصخر بالواد وفرعون ذي الأوتاد الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد فصب عليهم ربك سوط عذاب إن ربك لبالمرصاد}.
وفيها بيان لتصورات الإنسان غير الإيمانية وقيمه غير الإيمانية. وهي ذات لون خاص في السورة تعبيرا وإيقاعا: {فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن}...
ثم الرد على هذه التصورات ببيان حقيقة حالهم التي تنبع منها هذه التصورات. وهي تشمل لونين من ألوان العبارة والتنغيم: {كلا بل لا تكرمون اليتيم ولا تحاضون على طعام المسكين وتأكلون التراث أكلا لما وتحبون المال حبا جما}..
ويلاحظ أن هذا اللون الأخير هو قنطرة بين تقرير حالهم وما ينتظرهم في مآلهم. فقد جاء بعده: {كلا إذا دكت الأرض دكا دكا}.. الخ.. فهو وسط في شدة التنغيم بين التقرير الأول والتهديد الأخير!
ومن هذا الاستعراض السريع تبدو الألوان المتعددة في مشاهد السورة. وإيقاعاتها في تعبيرها وفي تنغيمها.. كما يبدو تعدد نظام الفواصل وتغير حروف القوافي. بحسب تنوع المعاني والمشاهد. فالسورة من هذا الجانب نموذج واف لهذا الأفق من التناسق الجمالي في التعبير القرآني. فوق ما فيها عموما من جمال ملحوظ مأنوس!
فأما أغراض السورة الموضوعية التي يحملها هذا التعبير المتناسق الجميل. فنعرضها فيما يلي بالتفصيل. اهـ.

.قال الصابوني:

سورة الفجر:
مكية.
وآياتها ثلاثون آية.
بين يدي السورة:
* سورة الفجر مكية، وهي تتحدث عن أمور ثلاثة رئيسية هي:
1- ذكر قصص بعض الأمم المكذبين لرسل الله، كقوم عاد، وثمود، وقوم فرعون، وبيان ما حل بهم من العذاب والدمار، بسبب فجورهم وطغيانهم {ألم تر كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد}؟ الآيات.
2- بيان سنة الله تعالى في ابتلاء العباد في هذه الحياة، بالخير والشر، والغنى والفقر، وطبيعة الإنسان في حبه الشديد للمال {فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن..} الآيات.
3- ذكر الدار الآخرة وأهوالها وشدائدها، وانقسام الناس يوم القيامة، إلى سعداء وأشقياء وبيان مآل النفس الشريرة، والنفس الكريمة الخيرة {كلا إذا دكت الأرض دكا دكا وجاء ربك والملك صفا صفا وجيء يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى} إلى نهاية السورة الكريمة. اهـ.

.قال أبو عمرو الداني:

سورة {والفجر} 89:
مكية وقال علي بن أبي طلحة هي مدنية.
وقد ذكر نظيرتها في غير المدنين والمكي ولا نظير لها فيهما.
وكلمها مائة وسبع وثلاثون كلمة.
وحروفها خمسمائة وسبعة وتسعون حرفا.
وهي تسع وعشرون آية في البصري وثلاثون في الكوفي والشامي واثنتان وثلاثون في المدنيين والمكي.
اختلافها:
أربع آيات:
{فأكرمه ونعمه} و{فقدر عليه رزقه} عدهما المدنيان والمكي ولم يعدهما الباقون.
{يومئذ بجهنم} لم يعدها الكوفي والبصري وعدها الباقون.
{في عبادي} عدها الكوفي ولم يعدها الباقون.

.ورءوس الآي:

{والفجر}.
1- {عشر}.
2- {والوتر}.
3- {يسر}.
4- {حجر}.
5- {بعاد}.
6- {العماد}.
7- {البلاد}.
8- {بالواد}.
9- {ذي الأوتاد}.
10- {البلاد}.
11- {الفساد}.
12- {عذاب}.
13- {المرصاد}.
14- {ونعمه}.
{الذكرى}.
23- {لحياتي}.
24- {أحد}.
25- {أحد}.
26- {المطمئنة}.
27- {مرضية}.
28- {جنتي}. اهـ.

.فصل في معاني السورة كاملة:

.قال المراغي:

سورة الفجر:
{والفجر} الفجر هو الوقت الذي ينشق فيه الضوء، وينفجر النور، وقد أقسم ربنا به، لما يحصل فيه من انقضاء الليل، وظهور الضوء، وما يترتب على ذلك من المنافع كانتشار الناس وسائر الحيوان من الطير والوحش لطلب الرزق، وهو كقوله: {وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ} وقوله: {وَالصُّبْحِ إِذا أَسْفَرَ}.
{وَلَيالٍ عشر} هي عشر ليال يتشابه حالها مع حال الفجر، فيكون ضوء القمر فيها مطارد الظلام الليل إلى أن تغلبه الظلمة، كما يهزم ضوء الصبح ظلمة الليل حتى يسطع النهار، ولا يزال الضوء منتشرا إلى الليل الذي بعده.
وضوء الأهلة في عشر ليال من أول كل شهر يشق الظلام، ثم لا يزال الليل يغالبه إلى أن يغلبه، فيسدل على الكون حجبه، وهذه الليالى العشر غير متعينة في كل شهر فإن ضوء الهلال قد يظهر حتى تغلبه الظلمة في أول ليلة من الشهر.
وقد يكون ضئيلا يغيب ضوؤه في الشفق فلا يعدّ شيئا.
والخلاصة- إن الليالى العشر تارة تبتدئ من أول ليلة، وأخرى من الليلة الثانية.
{وَالشَّفْعِ والوتر} أي والزوج والفرد من هذه الليالى فهو سبحانه أقسم بالليالي جملة ثم أقسم بما حوته من زوج وفرد.
وبعد أن أقسم بضروب من الضياء أقسم بالليل مرادا منه الظلمة فقال: {وَاللَّيْلِ إِذا يسر} أي والليل إذا يمضى ويذهب، وهو كقوله: {وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ} وقوله: {وَاللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ}.
{هَلْ فِي ذلِكَ قَسَمٌ لِذي حجر} الحجر (بكسر الحاء وسكون الجيم) العقل، ويقولون: فلان ذو حجر: إذا كان قاهرا لنفسه، ضابطا لها، مضيّقا عليها.
والمراد أن من كان ذا لبّ وعقل يفطن إلى أن في القسم بهذه المخلوقات المشتملة على باهر الحكمة، وعجيب الصنعة، الدالة على وحدانية صانعها- مقنعا أيّما مقنع، وكفاية أعظم كفاية.
وجاء الكلام بصورة الاستفهام لتأكيد المقسم عليه وتقريره، كما تقول لمن يحاجّك في أمر ثم تقيم له الحجة الناصعة التي تثبت ما تدّعى: هل فيما ذكرت لك كفاية، ومرادك أنى قد ذكرت لك أقوى الحجج وأبينها، فلست تستطيع جحد ما قلت بعد هذا.
عاد: جيل من العرب البائدة يقولون إنه من ولد عوص بن إرم بن سام بن نوح عليه السلام، ويلقب أيضًا بإرم، و{ذات العماد}: أي سكان الخيام، وكانت منازلهم بالرمال والأحقاف إلى حضر موت.
و{ثمود}: قبيلة من العرب البائدة كذلك وهى من ولد كاثر بن إرم بن سام، ومنازلهم بالحجر بين الشام والحجاز، {جابوا الصخر}: أي قطعوه ونحتوه، {بالواد}: أي الوادي الذي كانوا يسكنون فيه، {وفرعون}: هو حاكم مصر الذي كان في عهد موسى عليه السلام، و{الأوتاد}: المبانى العظيمة الثابتة، والطغيان: تجاوز القدر في الظلم والعتوّ، وصب: أي أفرغ وألقى، و{سوط عذاب}: أي أنواعا من العقوبات التي أنزلها عليهم جزاء طغيانهم، والمرصاد: هو المكان الذي يقوم فيه الرصد، والرصد من يرصد الأمور: أي يترقبها ليقف على ما فيها من الخير والشر، ويطلق أيضًا على الحارس الذي يحرس ما يخشى عليه.
{ابتلاه}: أي اختبره ببسط الرزق وإقتاره، {فأكرمه}: أي صيره مكرما يرفل في بحبوحة النعيم، قدر عليه رزقه: أي صيره فقيرا مقترا عليه في الرزق، تقول قدرت عليه الشيء: أي ضيقته عليه، وكأنك جعلته بقدر لا يتجاوزه كما قال: {وَمَنْ قدر عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتاهُ اللَّهُ}.
{ولا تحاضون}: أي لا يأمر بعضكم بعضا، و{التراث}: الميراث، {لمّا}: أي شديدا، {جمّا}: أي كثيرا قال:
إن تغفر اللهمّ تغفر جمّا ** وأىّ عبد لك لا ألمّا

الدكّ: حط المرتفع بالبسط والتسوية ومنه اندكّ سنام البعير إذا انغرس في ظهره، {دكا دكا}: أي دكا بعد دك: أي كرّر عليها الدك وتتابع حتى صارت كالصخرة الملساء، {صفا صفا}: أي صفا بعد صف بحسب منازلهم ومراتبهم في الفضل، {وجيء يومئذ بجهنم}: أي كشفت للناظرين بعد أن كانت غائبة عنهم، {وأنى له الذكرى}؟ أي ومن أين له فائدة التذكر وقد فات الأوان، والوثاق: الشدّ والربط السلاسل والأغلال.
{المطمئنة} من الاطمئنان وهو الاستقرار والثبات، {إلى ربك}: أي إلى ثوابه وموقف كرامته، {في عبادى}: أي في زمرة عبادى المكرمين. اهـ.. باختصار.